ظهر المكياج السينمائي في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيره التي نلاحظ فيها الإنفتاح الذي تشهده السعودية في مجالات مختلفة منها صناعة السينما، حيث أصبح هُناك صناعة لأفلام سينمائية سعودية ومبادرات حققت لها المشاركة في مهرجانات محلية وعربية وحتى وصلت إلى العالمية.
السينما في السعودية كالحاضر الغائب فرغم غياب دور العرض إلا أن ثقافه الأفلام و صناعتها لم تغب يوماً عن الأذهان. أدى ظهور هذه المبادرات وصناعة السينما السعودية إلى خلق عدة فرص ذهبية في مختلف أنواع الفنون سمحت للكثير من المبدعين في إظهار مواهبهم التي يحتاجها هذا المجال المتعدد الفرص .
من هذه المجالات فن المكياج السينمائي أو المؤثرات السينمائية الذي قد يخفى على الكثير ماهيهً هذا الفن، وما هي أبرز الأسماء الموهوبة التي قدمت وما زالت تقدم أجمل إبداعاتها فيه ووصلت للتميز والإحترافيه فيه.
ماهو المكياج السينمائي؟
قد نُشاهد فلماً مرعباً يشد إنتباهنا مثل أفلام الأحياء الأموات أو أفلاماً عن مخلوقات فضائيه أو كائنات غريبه من الكواكب المجاورة وغيرها من المشاهد التي لا تمت للواقع بأي صله، لكنها تخضع لمؤثرات سينمائية معينة لتظهر بهذه الصورة الناجحة حتى تكاد تقنع المشاهد بحقيقتها !
هذه المؤثرات هي نوع من أنواع الخدع السينمائية الكثيره التي يندرج منها ما يُعرف بالمكياج السينمائي أو ال – SFX- وهو اختصار Special Effects، وهو فن من فنون المكياج السينمائي التي تنقسم لثلاثة أقسام :
-تغطيه عيوب الوجه والجلد، إكسابه النضاره اللازمه للظهور على الشاشة .
-مكياج الشخصية، حيث ينقل الممثل من كاركتر إلى آخر كالظهور بشكل أكبر عمراً.
-مؤثرات المكياج الخاصة، باستخدام الأقنعة وأجزاء ميكانيكية كالتي يظهر بها الدماء وتكون غالباً لتحويل الشخصية إلى شيء وهمي كمخلوق فضائي أو حيوان أو وحش.
أدوات المكياج السينمائي :
- يستخدم في المكياج السينمائي أدوات طبيعية: كالطحين والفازلين وغيرها بالإضافة للأدوات الصناعية.
- من أدواته السليكون ، لايتكس ( المطاط) ، الشمع ، الدم الاصطناعي ، الجيلاتين، وأهمها بالطبع الألوان، هذه الخدع والمؤثرات يتم الاستفاده منها في الأفلام السينمائية والمسلسلات والمسرحيات والمهرجانات وبعض الفعاليات التوعوية كتعنيف المرأه والدفاع المدني .
وهنا سنستعرض أشهر 7 شخصيات سعودية في مجال المكياج السينمائي:
ساره الودعاني :
ساره من مواليد الأحساء أتقنت فن المكياج السينمائي حتى أصبحت أحد أول وأكثر الفنانين شهرة في هذا المجال، وذلك بجهودها ومثابرتها من خلال العمل على تطوير ذاتها بشكل مستمر.
مجال دراستها لا يرتبط بما تعمل فيه؛ فهي خريجه جامعة الملك سعود بالرياض ، تخصص علم النفس. لكن بمجهود شخصي في البداية تعلمت الفن التشكيلي رغم معارضه أهلها على رفضها الوظيفه الحكوميه وحرمانها من مصروفها، لكن إيمانها بقدرتها على النجاح أدى إلى إقناعهم وتشجيعهم ووقوفهم بجانبها.
وحققت التفوق والتقدم حيث لم يقتصر طموحها على ما بدأت بتعلمه، لكنها أصبحت وجه إعلامي ومختصه بالمكياج السينمائي، تقوم كذلك بتنظيم دورات لتعليم المكياج السينمائي .
أصبحت سارة وجه إعلاني لكثير من المنتجات بالإضافه إلى هذا يتم الاستعانة بها كمودل لخبيرات التجميل. ويتابعها على الانستقرام أكثر من مليون متابع ، تعشق الألوان وتجد نفسها فيها حتى لُقبت بملكة الألوان من شدّه حبها لها. وهي شخصية عفويه تُحب التركيز بما تقوم به وتكره أن يكون هناك صوت موسيقى أثناء عملها لتستمتع بالهدوء.
وقد عُرف عنها تحفيزها وتشجيعها الدائم للموهوبين والمبدعين وجميع المشاريع الناشئه، فكان آخر أعمالها مشاركتها بتنظيم مسابقة SW-talent حيث ستكون أحد الحكام فيها وهي لمن يمتلكون موهبه إتقان المكياج السينمائي على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم .
شاركت بعدد من الأعمال المختلفه في ملتقى ألوان، معرض الفن والأزياء، المهرجان السعودي للكوميديا بالاضافه لمشاركتها في العديد من المهرجانات والفعاليات والمعارض.
السديم :
ما زالت طالبة ورغم صغر عمرها ألا أن عشقها لهذا الفن بدأ بالثانية عشر من عمرها من مدينة الضباب لندن حيث بدأت تجربتها عندما ذهبت إلى ميكب أرتست لتصنع لها جرح باستخدام المكياج السينمائي، ومنذ تلك اللحظه أكتشفت ذاتها وحُبها لهذا الفن الجديد والغريب من نوعه.
ما زالت تسلك الخطوات الأولى نحو هذا الفن وتطمح للكثير فيه، وقامت بالتعاون مع بعض الشركات والمصورين وتتوقع سديم أن يحمل المستقبل في طياته العديد من الفرص لعشاق المؤثرات السينمائية الخاصة.
بالإضافه لإتقانها للمكياج السينمائي فهي ميكب ارتست موهوبة بالفطرة.
شاركت بالعديد من المعارض الفنية منها ملتقى “ألوان ورؤيه فن” كان آخرها معرض ” ض َ “وهو معرض فني ثقافي بمشاركه الكاتبة نوف الحريول، المعرض جمع مختلف الفنون منها الأدب والشعر والنحت وجميع الحرف، وتذكر سديم أن قنوات التواصل الاجتماعي عرّفت الجمهور عليها وقدمت لها الدعم بشكل كبير.
فارس المعيلي :
من مميزات المكياج السينمائي أنه يطلق العنان للخيال، وعلى غرار تميز عدد من النساء السعوديات بهذا المجال لكن الأمر لم يقتصر عليهن بل إنتقل حُب هذا الفن للشباب أيضاً: فارس المعيلي فقد أحب الخوض في هذا الفن الفريد فكان أول شاب سعودي متخصص في مجال المؤثرات السينمائية.
وفِي ظل غياب المعاهد المتخصصة للتعليم بدأ فارس بعد اكتشاف موهبته بتعلمه بطريقه ذاتيه
ليتحول من شخص هاوي للخدع السينمائية إلى محترف متقن له. وذلك في فتره ثلاث سنوات بدأ في سنته الأخيرة بالتفرغ التام لممارسه هوايته والتعلم فخصص مايقارب الـ 9 ساعات يومياً ما بين التعلم من مصادر مختلفة وتطبيق ما يتعلمه.
إن الاستمرارية في التعلم والتطور دائما ما يكون حصيلته النجاح والوصول للأهداف، وإحدى أمنيات فارس أن يكون معلم لهذا الفن وأن تتوفر معاهد متخصصة في تعليم فن المؤثرات السينمائية تحتوي على المعدات والأدوات الازمه. خصوصاً أن عشاق ومبدعين المكياج السينمائي يعانون قلةتوفرها بالسوق السعوديه وصعوبه الحصول على معظم المستلزمات الخاصة بمجال المكياج السينمائي إلى عن طريق الطلب اون لاين.
ساره الزامل :
ساره من الأوائل في حب وتعلم فن المؤثرات السينمائية حيث بدأت منذ نعومه أظفارها بالتعلق به حتى قررت دراسته خارج المملكة في أكاديمية ديليمار للمكياج المسرحي في لندن عام 2012
تخصصت ساره بالمكياج السينمائي والمسرحي والجمالي أيضاً بالاضافه لمكياج هوليوود البسيط الذي يعتمد على إبراز ملامح الوجه وتجميل البشره وزياده نضارتها.
ومثل زملائها اعتمدت سارة على الاجتهاد والمثابرة في تعلم خدع المكياج السينمائي وإتقانها حتى ترتقي بمستواها إلى تطلعاتها المستقبليه في المشاركه بأفلام عالميه.
ندا خوجه :
هي ندا سمير خُجا درست فن المكياج عن طريق عدّه دورات مكثفة بلبنان خبرتها تتجاوز الثلاثه عشر عاماً ، يتابعها على الإستقرام أكثر من خمسين الف متابع. وتعمل ندا ميكب ارتست في مجال الاعلام ، تنفيذ المكياج السينمائي للمسلسلات والأفلام ، والمكياج الإعلامي .
لم تكتفي بحبها للمؤثرات السينمائية الخاصة وإنما طورت مهاراتها لِتُشارك في تغطيات إعلاميه بالاضافه لكونها ناشطة إجتماعية في كل شؤون المرأه وجمالها، وتُقدم أيضاً دورات تجميلية .
شاركت بالعديد من المشاريع والتغطيات الإعلاميه منها تنفيذ أعمال المكياج في بعض برامج (MBC) ، وقناه (OSN) لبرنامج الجامعه ، أيضاً شاركت في تنفيذ بعض الإعلانات التجارية وغيرها الكثير من المشاركات المميزة لها.
إيمان عبيدي :
إيمان عبيدي ضمن أحد أشهر مبدعات المكياج السينمائي يتابعها على الإنستقرام أكثر من 116 ألف متابع، خلال عشر سنوات تقريباً طورت موهبتها في فن المؤثرات السينمائية واحترفت فن المكياج التجميلي.
من خلال حسابها بالإنستقرام يظهر لنا مدى موهبتها وإتقانها في إظهار الرعب بشكل باهر، قد تتفاجئ وتشعر بالتناقض عند النظر إلى صور المكياج العادي الذي تقوم به بكل براعه ودون تكلف وذلك بإبراز ملامح الوجه بشكل لطيف وجميل.
مروه فضيلي:
انطلقت مروه في عالم المكياج السينمائي في سن مبكره جداً، فهي أحد أصغر فنانين المؤثرات السينمائيه الخاصة، ومن خلال الكثير من الدعم وتشجيع أهلها وأصدقائها ومدرستها بدأت ممارسة هوايتها عن طريق ما تتعلمه وتنفيذه على إخوتها الأصغر عمراً منها.
تطمح مروه إلى صقل موهبتها و إحتراف المكياج السينمائي والمشاركه بالأعمال الدرامية والأفلام السينمائيه .
الكثير من عشاق هذا المجال المثير والمرعب في آن معاً الذي يعتمد على حبه أولاً ثم على الخيال حتى يستطيع خلق شخصيات وهميه سواء درامية أو سينمائية وليس هذا فقط ولكن يتم الإستفاده منه أيضاً بالمجالات الطبيه لتعليم الطلاب و التوعيه وله عده مجالات اخرى.
دائماً وأبدا ما كانت الفنون هي التي تُعرف الشعوب المختلفه على بعضها فقد قيل إذا أردت أن تعرف مدى رقي شعب وتقدمه انظر إلى فنه وثقافته، يوجد لدينا الكثير من المبدعين والموهوبين على جميع الأصعده الذين ينتظرون الفرصه بفارغ الصبر حتى يفرغوا طاقاتهم ويخدمون أنفسهم وأوطانهم .